هل يوجد كوكب فيه حياة غير الأرض ؟

هل يوجد كوكب فيه حياة غير الأرض ؟

مقدمة

هل يوجد كوكب فيه حياة غير الأرض ؟ أو بصيغة أبسط حياة خارج الأرض ؟ بالتأكيد وقع هذا السؤال في ذهن كل منا
ولكن لم يستطع الإجابة عنه إلا كل من قام بالبحث في مواقع وأخبار البحث العلمي التي تختص بالفضاء وعلوم البيئة

تلك التي تقترب من خيالنا وتبرز لنا التجارب المختلفة بشكل أدق وأقرب للحقيقة

هل يوجد كوكب فيه حياة غير الأرض ؟


أتفق جميع الباحثين والعلماء على إمكانية وجود حياة غير تلك التي على سطح الأرض لكنهم أعتقدوا بأنها تختلف تمامًا
عن الحياة الأرضية

وإذا فكرنا بالمنطق فسوف نتفق تمامًا مع هذا الإعتقاد السائد , لما نراه من اختلاف الظروف التي تشكل الحياة من
كوكب لآخر في المجموعة الشمسية وفي الفضاء الخارجي


مادعم هذه الفرضية هي الأعداد الهائلة من المجرات التي رصدت ، وكل مجرة بحد ذاتها تحتوي على مليارات أو
ملايين النجوم , ولكن بالنظر إلى مجموعتنا الشمسية والتي تمت دراستها بطريقة أكثر عمقًا وإتساعًا من الفضاء
الخارجي , لم تتبين لنا توافر تلك الظروف التي تساعد على عيش الإنسان على أي كوكب آخر غير الأرض، كالماء السائل
مثلًا الذي لم يتوفر بشكل كافٍ إلا هنا على كوكبنا الأخضر، ذلك الأمر نتيجة لظروف البرودة أو السخونة القاسية التي
تشهدها تلك الكواكب


وإذا ركزنا على المجموعة الشمسية بطريقة أعمق قليلًا، سوف يتبين لنا الإشعاع الشمسي المميت الذي له تأثير كبير
على ظروف الحياة في كل كوكب، وللأرض وسائله المميزة التي تعينه على حماية أشكال الحياة المختلفة على سطحه
من ذلك الإشعاع، فهو يمتلك المجال المغناطيسي والغلاف الجوي

لذلك هو محمي من الإشعاعات والرياح الصادرة من الجسيمات الداخلية للشمس .

دراسات أثبتت وجود حياة خارج الأرض


لم تعد تلك المعلومات السابق ذكرها دليلًا كافيًا للإجابة عن سؤال (هل توجد حياة في مكان غير الأرض؟)

ولذلك تم إجراء العديد من الدراسات والتجارب الحديثة حول عدد من الكواكب الأخرى كالتالي :

● الحياة على كوكب المريخ

كثيرًا ما سمعنا عن الأبحاث والدراسات التي أجريت بشأن العيش على كوكب المريخ، باعتباره أحد الكواكب الشهيرة
في المجموعة الشمسية، وتبعًا للدراسات التي قامت بإجرائها مدينة هونج كونج ، باستخدام الأقمار الصناعية تم اكتشاف
ما يقرب من 500 بحيرة تابعة للمريخ، بلغ حجم كل منها حوالي 100 كيلومتر تربيع في المتوسط

ولكن تلك الدراسة لم تتمكن من الوصول إلى حقيقة تلك البحيرات الصغيرة الأخرى


تمكنت إحدى الأوراق البحثية التي تلت دراسة هونج كونج من إكتشاف تاريخ هذه البحيرات والذي يصل إلى 3.4 مليارات
كاملة من السنين


وبالنسبة للحياة التي تتعلق بالكائنات على سطح الكوكب، فهناك العديد من الأبحاث التي أعتقدت بوجود الحياة على
سطح المريخ حتى وإن اقتصرت على الجراثيم والبكتيريا فقط !

الحياة على محيط إنسيلادوس

وهنا اقتصرت دراسة العلماء على كوكب زحل فقط، وبالأخص على أحد أقماره الصغيرة الذي وجد على سطحه محيط مائي
ذلك الدليل الأكبر على وجود الرطوبة المناسبة التي تبعث الحياة على سطح زحل

سمى هذا القمر باسم إنسيلادوس، وأثبتت المركبة الفضائية كاسيني حقيقة وجود هذا المحيط أيضًا , والتي تمكنت من
الكشف عن وجود بعض المركبات في أعمدة بخار الماء المنبعثة من المحيط نفسه وهي تتكون من الميثان، وبعض الأملاح
والمركبات العضوية

كذلك السبب الذي جعل المركبة تؤكد إمكانية الحياة على زحل هو وجود بعض الفتحات المائية الحرارية والتي تتميز بنشاطها

كل ذلك أثبت فاعليته في تأكيد إمكانية الحياة ولكنها لم تتمكن من الكشف عن وجود الفوسفور ذلك السبب الذي أصبح
موطنًا للبحث عند العلماء من بعد محاولات كاسيني ، إلى أن أشارت دراسة معهد الأبحاث الجنوبي الغربي إلى أن هناك
احتمالية كبرى لتواجده .

الحياة على كوكبة أكواريوس

أكتشف العلماء خلال الفترة الأخيرة وجود 7 كواكب تشبه كوكب الأرض إلى حد كبير، تتكون من الصخور بصورة رئيسية
وتدور حول أحد النجوم القزمة الصغيرة يسمى Trappist لقبوا المجموعة بالكامل بلقب كوكبة (أكواريوس)


ومع البحث والدراسة اكتشف العلماء أن حجم تلك الكواكب يقارب حجم الأرض، كما أنه توجد إحتمالية ليست بقليلة حول
توافر الماء السائل في 3 كواكب منها .

هل توجد حياة على كوكب الزهرة؟

أجرت وكالة ناسا دراسة قديمة عام 1978 لكي تكتشف مدى إمكانية وجود حياة على كوكب الزهرة، وهي تتلخص
كالتالي :


نشر عدد من العلماء في مجلة  NatureAstronomy  موضحين حقيقة اكتشافهم لغاز الفوسفين في الغلاف الجوي
لكوكب الزهرة , وهذا ما جعلهم يعتقدون أن هذا الغاز السام ما هو إلا من إنتاج البكتيريا أو الجراثيم التي تعيش على
الكوكب ذاته ومن ضمنها :

بيانات فريق موغل


أعاد فريق موغل فحص المركبات المكونة لعينات الغلاف الجوي التي التقطها مسبار بايونير 13 من كوكب الزهرة

وقاموا بالتركيز على الفوسفين والذي وجدوه من ضمن تلك المركبات ، وباستمرار الفحص وجدوا دليلًا قويًا بل
وقاطع على وجود الفوسفور الذي يشير إلى إمكانية الحياة على سطح الكوكب


بعد التوصل إلى هذا الاكتشاف أعادوا النظر مرة أخرى في طبيعة الغلاف الجوي للكوكب ، وأعتبروه بيئة مؤكسدة
تمامًا و ولا تحتوي على غاز الفوسفين


تمكن موغل بعد ذلك من اكتشاف مجموعة من العناصر والمركبات المتواجدة في سحب الزهرة ، مثل: بيروكسيد
الهيدروجين

ذلك ما جعلهم يفكرون في النظر من جديد في الكيمياء بوجه عام


طالب موغل بإجراء دراسات طويلة الأمد لكي يتمكن من فهم طبيعة تلك المواد التي تحتوي عليها السحب

وأعتبر هذه الحالة شذوذًا كيميائيًا .

عوامل نجاح الحياة على أي كوكب

مع كل هذه الدراسات لا تزال التساؤلات قائمة حول وجود كوكب فيه حياة غير الأرض ؟ لكن
القليل من يفكر في عوامل نجاح الحياة، والتي تترتب كالتالي :

  • البعد المناسب بين الكوكب والنجم المرتبط به , حيث وجود درجة الحرارة الصديقة للحياة
  • عدم تعرض النجوم التي تحيط الكوكب للإثارة، ذلك العامل الذي يؤدي إلى حدوث
    الكثير من الكوارث الطبيعية التي تدمر الكوكب بالكامل
  • غلاف جوي يحيط بالكوكب , يوفر له حماية من التصادمات والإشعاعات القاتلة
  • أن يكون الكوكب ذو كتلة متوسطة و مناسبة، ليقوم بالدوران حول النجم الخاص به دوران ثابت
  • وجود لب صلب يتوسط نواة الكوكب

أسباب عدم رؤيتنا أو مقابلتنا لأحياء أو كائنات فضائية

سؤال لطالما شغل علماء الفلك والمفكرين كـ ” لماذا لم يتصل بنا أحد ؟ وأين هم الفضائيين ؟
وسميت هذه الحالة بمفارقة ” فيرمي ” ، ذكرت أسباب وإحتماليات عدة تعلل تلك الحيرة منها :

  • المسافات الهائلة بين كل نجم وآخر وكل مجرة وأخرى , تجعل من شبه المستحيل حاليا التنقل
    خارج المجموعة الشمسية الخاصة بنا , أو إلتقاط أي إشارة
  • الزمن الذي يحتاجه تطور الحياة الذكية والعاقلة , فقد أحتاجت الأرض لبضع مليارات من
    السنين ليظهر فيها مكون واعي بما فيه الكفاية كالإنسان
  • هناك القليل من الكائنات الواعية , أكتشف البعض منهم الأرض والبشر فيها , ولكنهم لا
    يرغبون بالإتصال بنا أو زيارتنا
  • شيوع الحياة البدائية في الكون على حساب الحياة الذكية حيث تعد الأخيرة نادرة للغاية

وفي الختام، لا زال العلم يكشف لنا المزيد من التطورات يومًا بعد يوم، فهناك الكثير من الأوراق البحثية التي
يتم دراستها من قِبل الخبراء لوضع إجابة مؤكدة للسؤال الذي ننتظر الكشف عن حقيقته قريبًا .

نهاية المقالة


المصادر :

https://alkaoun.com
https://www.dw.com

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: