هل حقا الجو البارد يسبب الزكام أو الإنفلونزا ؟

الزكام والإنفلونزا من أكثر الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي في الجو البارد ، انتشاراً وشعبية بين الناس، وقد ساد الاعتقاد منذ القدم أن التعرض لبرد الشتاء يسبب الزكام والإنفلونزا ومختلف الأمراض
فما مدى صحة هذا الاعتقاد؟
حقيقة علاقة الجو البارد بالزكام والإنفلونزا
اعتاد الناس الربط بين الطقس البارد والاصابة بالزكام ، حتى أصبح لدى الكثيرين تصورات أخرى خاطئة وغير منطقية
في الحقيقية ليس هناك علاقة مباشرة بين الطقس البارد ونزلات البرد، فالطقس البارد ليس مسبباً رئيسياً لحدوث المرض
إلا أن الفيروسات المسببة لنزلات البرد تنتشر بسهولة أكثر في درجات الحرارة المنخفضة ، يعود ذلك لقدرة درجات الحرارة المنخفضة على حفظ العضيات البيولوجية
فلو فكرنا منطقياً فالسبب الرئيسي المباشر للإصابة بمرض فيروسي هو الإتصال والتماس مع تلك الفيروسات المسببة، ويحدث ذلك من خلال استنشاق الهواء
الذي يحتوي على رذاذ محمل بالفيروسات التي بدورها تلتصق في المجاري التنفسية العلوية وتبدأ بالتكاثر ومن ثم حدوث المرض
قرب الناس من بعضهم والأجواء المغلقة التي يتواجدون بها، كما أن استنشاق الهواء البارد يسبب تضييق في الأوعية الدموية مما يمنع خلايا الدم البيضاء من الوصول إلى الغشاءالمخاطي وبذلك يصبح من الصعب محاربة الجراثيم.
ويجب ألا ننسى أن قلة التهوية في فصل الشتاء تلعب دوراً كبيراً في بقاء رذاذ العطاس المحمل بالفيروسات في الهواء
فقد وجد العلماء أن التهوية الجيدة والرطوبة النسبية العالية في الأماكن الداخلية تخفض بشكلل ملحوظ نشاط فيروس الانفلونزا .
كما وجدت الأبحاث أن متانة الغلاف الخارجي لفيروس الانفلونزا تزداد في درجات الحرارة القريبة من التجمد مما يكسبه المرونة وسهولة الانتقال في فصل الشتاء
كما أن الهواء البارد يقلل من قدرة الشعيرات الأنفية على إخراج مسببات المرض من الأنف.
وتكون ذروة الفيروسات المسببة لنزلات البرد في الربيع والخريف، وذروة فيروسات الإنفلونزا في الشتاء .
اقرأ أيضا : القهوة والشاي ماالفرق بينهما ؟
الجو البارد والمناعة
والآن سنتكلم قليلاً عن دور المناعة، كما نعلم أن تجويف الأنف يشكل خطاً مناعياً لحماية الأجهزة التنفسية الداخلية
ودرجة حرارة هذا التجويف تكون عادة بين ٣٣-٣٥ درجة مئوية وهي أقل من درجة حرارة الجسم ٣٧.
علاوة على ذلك فإن الهواء الجاف والطقس البارد عموماً يضعف جهاز المناعة في الجسم ، لذلك طور نظام المناعة في جسدنا
أسلوب للقضاء على الأجسام الدخيلة الضارة برفع حرارته في ذروة انتشار الفيروسات ، في محاولة للقضاء عليها
وهذا الأمر يجعل الأنف بيئة خصبة لتكاثر الفيروسات التي تنشط في درجة أقل من حرارة جسم الإنسان .
ومن العوامل التي تؤثر على الاستجابة المناعي للجسم في الطقس البارد التغييرات الحرارية المفاجئة بين الدفء في الداخل
والبرد في الخارج، قلة التعرض لأشعة الشمس مما يسبب انخفاض مستويات فيتامين د
نصائح للوقاية من الزكام والإنفلونزا
قد لايمكن ضمان الوقاية من الأصابة بفيروسات الزكام والإنفلونزا بشكل كامل ، بسبب كونها غير مرئية وتنتشر بأعداد كبيرة في الهواء
ولكن يمكن تقليل فرص الإصابة والحد منها عبر :
- إرتداء الكمامات
- تجنب المصافحة أو لمس الأسطح
- أخذ لقاح الإنفلونزا
- غسل اليدين قبل تناول الطعام
المصادر :