ماهو التضخم السكاني وماهي تداعياته ؟
هل سمعتم يوما عن التضخم السكاني ؟ أو بفخ المالتوسية ؟
إنه مصطح قديم يعود بدايته إلى العالم الاقتصاد الشهير توماس مالتوس والذي اكتشف لنا
نظرية جديدة , حيثما أن المجتمعات يمرون بحالة من الزيادة والنقصان في الكثافة السكانية
للوصول إلى نقطة التوازن، التي ما تلبث أن تختل مجدداً وهكذا
تابع معنا هذا المقال المليء بالمعرفة والتحليل الشيق
من كان مالتوس ؟
عالم الإقتصاد وكاتب انجليزي عاش في ( 1766- 1834)، أشتهر بنظريته حول السكان , التي
سبقت عصره , وأدخل عنصري الزمن والحركة الاقتصادية والموارد , ولايزال حتى الآن يشكل
أساساً للعديد من النقاشات حول كتابه الشهير مبادئ الموارد ، يقدم هذا الكتاب توجيهات عملية
ونصائح قيمة لمواجهة التحديات المختلفة التي تواجه العاملين في مجال إدارة الموارد البشرية
وكيفية إدارة الموارد المالية، وتخطيط الأعمال بشكل أكثر استدامة والنجاح في عالم الأعمال
التضخم السكاني من منظور نظرية مالتوس :
نظرية مالتوس أو ماتسمى بالمالتوسية أو ” الفخ المالتوسي ” , كلها دلالات تشير إلى فكرة واحدة
قبل الحديث عن النظرية المالتوسية , يجب أن نتعرف على تعريفها كما توردها الموسوعة الورقية
في كتابه عام 1798 وفيه يعرف:
” بأنه هي علاقة عكسية كلما إزاداد عدد السكان فوق القدرة الإستيعابية للموارد تصبح السلع و
الخدمات باهظة الثمن , في المقابل تقل الأجور، وفقا لقانون العرض والطلب الذي يحكم السوق “
مما يعني أنه في حالة التضخم السكاني المفرط , شريحة كبيرة من السكان ستعيش الكفاف
وتصارع للبقاء ، كما سيفشل كثيراً من شبابها في سن الخصوبة من الزواج والتكاثر، وما يؤدي
بدوره للحد من الإنجاب بشكل أكبر
الجدل حول النظرية
نظريته حول علم السكان أثارت ضجة واسعة بين العلماء، ولكنها كانت مفاتيح النجاح مثل العمل
الجاد والإدخار، ربما لم يتفق العلماء تمامًا على نظريته
تتمثل أحد المشكلات في أن هذا التغيير حدث مرة احدة فقط، مما يزيد صعوبة تفسير علماء
الاجتماع لنظريته نتيجة لمجموعة من العوامل العلمية والجغرافية والعسكرية والسياسية
والعلمية
يساعد عمله في توضيح ما حدث، مما يمهد الطريق للباحثين لفهم سبب حدوثه، شملت نظريته
مختلف مجالات الحياة , كالأجور الحقيقية في الدول الأوروبية على المدى الطويل، وركز على
الظروف الاقتصادية التي ساهمت في نمو بريطانيا، ولكن خرج في إقتصاده من فخ مالتوس
وأتخذ طريقًا للهروب من الواقع بسبب المنافسة الشديدة التي لعبته بريطانيا في الاقتصاد
العالمي والحكومة والبنوك الكبرى.
كانت الانتقادات الكثيرة التي وجهت إلى نظرية مالتوس أثر سلبي في النمو السكاني وشجعهم
على اتخاذ خطوات مصيرية
على سبيل المثال في نيجيريا عند إرتفاع إنتاج الأرض في عامي 1960و2015 أزداد الإنتاج، ولكنه
لم يضع نصب عينه على التطور التكنولوجي يمكن أن تزيد من الإمدادات الغذائية، وتصدير
الفائض وتقديم المساعدات الإنسانية إلى الدول الأكثر فقرًا , والذي يمكن أن يساعد على زيادة
النمو السكاني، ولكن لا نتائج ملحوظة , تكون النتيجة وفقًا لمالتوس أزمة
قدم أدلة أخرى ثبتت صحتها وهي أن البلاد ستواجه حالة من الاكتئاب واليأس وإنعدام الأمن
الغذائي والصراعات بين الدول والموت كما شهدناه انتشاراً واسعاً لكوفيد 19
كيف يدمر الإكتظاظ السكاني عالمنا ببطء ؟
يعيش البشر على هامش الحياة ، وقد أزدادت الضغوط عليهم رغم تقدم التكنلوجيا ، خاصة في عالم الاقتصاد
حيث أدنى حد للأجور لا يكفي فسيولوجيا ، بل يؤثر نفسيا ومعنويا بشكل سيء ومعقد ، كمن عاشوا في العصور البدائية
فالكثير من الشباب متعثر مادياً، بالمقابل الكثير من الشابات المتعلمات لا رغبة لهم بالإنجاب الكثير، حيث سيعيق ذلك عملهم ووظيفتهم، وقد لا يرغبون بالزواج أصلاً
ومن دواعي النقاش انه على الرغم من استمرار تطور التكنولوجيا والابتكارات العلمية ، إلا ان ظهور نسبة الفقر قائم لا محالة في ظل هذا التضخم ، لان ذلك يحتاج لجهود وطاقات مكثفة ورؤوس أموال ضخمة
وتنقسم مستوى معيشة البشر الى فكرتين منها :
1 – يتوسع السكان إذا أرتفعت مستوى المعيشة
2 – متوسط ناتج العمالة (مدخلات ومخرجات)
وفي حال الازدياد في المستوى المعيشي يتوسع السكان وكلاهما يحتوي على قيمة ويؤثر ديموغرافيا على حساب الاخرين
لذلك الهروب من فخ المالتوسية ما يزال موجود في عالمنا ، مما يؤدي الى حدوث خطر في ظل تصاعد السكاني ومحدودية موارد الارض وقلة توافرها
إن قلقه لم يكن مع الزيادة السكانية وموت البشر، إذا نجح في تجنب المجاعة، بل سيدفع البشر إلى استخدام وسائل منع الحمل وممارسة الجنس اللاأخلاقي والعواطف غير طبيعية، ويعتقد أن الحرب والقتل هما عاملان بالإضافة للإبادة الإجتماعية , لتحديد عدد السكان وصنفها على أنها بؤس إلى أن تستقر في مرحلة التوزان
وأضاف أن هجرة الأدمغة تلعب دوراً حاسماً في تعدد الأفكار وإنتشارها، أي أن انتقال المهاجرين المهرة إلى الدول الأكثر تحضراً له تأثير سلبي مع ارتفاع المواليد والدخل ، وأن الرفاهية العالية ظاهرة مؤقتة ومحكوم عليها بالنهاية بالزوال
أسباب التضخم السكاني
إن التضخم السكاني تاريخيا يشيع في الدول والمجتمعات التي تعتمد على الزراعة
عند إزدياد عدد السكان فوق القدرة الاستيعابية للموارد ، تصبح السلع باهظة الثمن وتقل في المقابل الأجور
مايتبع ذلك تدهورا في القدرة الشرائية و مما يعني أن شريحة كبيرة من السكان ، ستعيش الكفاف وتصارع للبقاء
ومن أسباب التضخم السكاني :
عادات متوارثة
تعد الثقافة العربية والعادات التقليدية المتمثلة بكثرة عدد الأبناء وزيادة الإنجاب احدى الأسباب المنتشرة
حيث يعتقد فيما بينهم أن كثرة إنجاب الأبناء جالبة للبركة وأمان إقتصادي للأبوين
ولكن في ظل محدودية مصادر الدخل وإنخفاض فرص العمل المتاحة يصبح هذا الرهان في غير محله
ويؤدي في نهاية المطاف للفشل في إعالة الأسرة وعجز الأبناء عن تحقيق الذات ناهيك عن دعم أسرهم
حاجة القطاع الزراعي لأيدي عاملة
يتطلب الزراعة وحرث الأرض مجهود عدد أكبر من الأفراد ، مما يشجع العائلات التي تعتمد على الوسائل البدائية في الزراعة على الإنجاب
تقدم الطب والخدمات العلاجية
أسهم تقدم الخدمات الطبية في تقليل معدل الوفيات والتحكم بتفشي المرض ، وعلاجه مارفع من متوسط أعمار البشر حول العالم وذلك يعد سببا رئيسيا في الزيادة السكانية
الفقر ونقص التحضر
مما لاشك فيه وجود صلة قوية بين الفقر والكثافة السكانية ، حيث تقع البلدان الأكثر فقرا عالميا
في صدارة أكبررقم أطفال للمرأة الواحدة ، خاصة إذا مارافق ذلك تدني التعليم أو عدم الحصول
عليه ، فقدان وسائل منع الحمل ، حيث يلعب الوعي الشخصي بسلبيات التكاثر دورا في كبح
الإنجاب
الهجرة
هجرة السكان من الريف للمدن ، وهجرة الأيدي العاملة للدول الغنية
إيجابيات وسلبيات محتملة
سنتطرق لإيجابيات وسلبيات الزيادة السكانية على مستوى مجتمع واحد
إيجابيات التضخم السكاني :
- تعزيز التنافسية في التصدير
- عند مستوى معين ، يرفع من معدل طلب الخدمات والمبيعات
سلبيات التضخم السكاني :
- التضخم المالي
- زيادة خطر حدوث المجاعة
- إرتفاع الأسعار
- إنخفاض جودة المعيشة
- زيادة التلوث
حلول للتحكم وتخفيض الكثافة السكانية :
- زيادة الوعي عن المسألة للجانبين والحصول على تعليم متقدم
- إشراك المرأة في سوق العمل
- تحسين مستوى وجودة المعيشة
- تنظيم الإنجاب وتوفير وسائل منع الحمل