التعامل مع التفكير في الانتحار

التعامل مع التفكير في الانتحار
صورة رمزية

في الحقيقة لا يوجد سبب محدد ل التفكير في الانتحار، لكن بناءا على الاحصاءات والملاحظات فهي تشير على صلة الاكتئاب القوية به ، وماينتج عنه من تأثير بالغ في حياة الفرد وتفكيره

” في ظل واقع الحياة الصعب الحالي ، كثيرة هي الصعوبات التي تواجه أغلبنا والتي تسقطه في دائرة الفشل والحلقة المفرغة من الجمود

لقد سقطت في هذه الحلقة لوقت طويل وما زلت ، ثم أدركت أن الجلوس مكتئبا في الزاوية والسماح بالتدمير الذاتي غير مجدي

كما هي غير مجدية الحياة هذه الأيام بالنسبة للكثيرين منا ، لقد عاد لذهني صورة من فيلم الماتريكس .. حبة زرقاء أم حبة حمراء ، هذه هي الخيارات أمامي هذه اللحظة

فإما النهوض والمحاولة من جديد ، أو الانهيار “

من مذكرات مريض بالاكتئاب

عوامل تحفز التفكير في الانتحار

هو ليس بمرض جسدي، بل هو نتيجة تراكم من الضغوطات النفسية والحالات التي لم يتم علاجها أو حتى التحدث بها

كما أن لكل انسان طاقة وقدرة على التحمل تختلف من شخص إلى آخر

أسباب الانتحار

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي الى الانتحار والتفكير به ومنها :

تعقد المشاكل الحياتية

خصوصا في ظل عدم القدرة على حلها وإحتوائها ويشمل ذلك المشاكل الاقتصادية والاجتماعية ، ويزيد الأمر سوءا عندما تجتمع عدة عوامل من مصادر مختلفة

ومنها على سبيل المثال : البطالة المزمنة ، الفقر المدقع ، غياب الدعم الاجتماعي

عدم القدرة على تغيير واقع مؤلم

يعجز صاحبه عن التكيف معه ، مثل الافلاس أو بعض الالام القوية والمستمرة علاوة على الحالات المرضية المستعصية

التعرض لحدث مسبب لصدمة
يجمع الأطباء النفسيون بكون غالبية المصابين بالاكتئاب الحاد قد تعرضوا بشكل ما لأحداث سيئة وخصوصاً في مراحل الطفولة

منها التنمر أو الاغتصاب أو سوء المعاملة والتعنيف من قبل المحيط كالعائلة أو الأقارب.
إن تخطي هذا النوع من الأحداث غالباً ما يكون في غاية الصعوبة وقد يمتد لسنين فهو يشمل الكثير من الشعور بالذنب أو فقدان حب الذات.

وجود اضطرابات نفسية مزمنة
فالأشخاص المصابين بأمراض نفسية وعقلية كإضطراب ثنائي القطب والفصام هم معرضون دائما لنكسات نفسية مفاجئة قد تؤدي لمحاولة أذية الذات

الخسارة الاجتماعية
وتعني بفقدان شخص عزيز للغاية إما بموته أو بخسارته بالانفصال عنه

وقد تؤدي هكذا نوع من الخسارة الاجتماعية إلى الاحساس بالفقد والقسوة ثم الانعزال عن المجتمع بما يشمل وسائل التواصل الاجتماعي

وهذه العزلة بدورها قد تزيد من التفكير بالانتحار.

تعاطي المخدرات

ويعد أحد أخطر الأسباب التي تؤدي إلى الانتحار، يعمل استخدام المواد المخدرة على إتلاف الدماغ وإحداث تغييرات فيه

فالشخص الذي يتعاطى المخدرات سيكون في غالب الأوقات في حالة انفصال كامل عن الواقع ومحيطه ، مما قد يدفعه للتفكير بأن الحياة الواقعية ليس لها معنى والخروج منها هو أفضل حل له !


أيضاً قد يشمل الشعور بالذنب واليأس وفقدان الأمل من التعافي من هذا الإدمان .

الشعور بالخزي والعار أو الخوف
هي حالات اقل شيوعا من أسباب الانتحار السابقة ، ولكنها تبقى موجودة

ففي بعض الحالات يؤدي الشعور بالفشل والهزيمة او الخسارة الى التفكير في الانتحار

كما في بعض حالات الرسوب في الامتحانات أو تعرض القادة العسكريين للهزيمة من قبل خصومهم

كيفيه التعامل مع التفكير في الانتحار ؟

الوصول لمرحلة التفكير بالانتحار هي دق لناقوس الخطر ، حيثما يعني ذلك وجود تهديد حقيقي على استمرار الحياة

فماذا نفعل عندما تراودنا الأفكار الانتحارية ؟

  • التحدث مع أحد مقرب وموثوق، فقد يساعد التحدث بالأمر على تخفيف الحزن وتلقي دعم نفسي
  • استشارة طبيب نفسي أو معالج معتمد من المؤسسات الصحية
  • تناول الأدوية المعدلة للمزاج بإشراف طبيب مختص
  • في حال خطورة الحالة، يجب الاتصال بأقرب مركز طوارئ للحصول على المساعدة الفورية.

كيف نتعامل مع شخص يبدو أنه يفكر في الانتحار؟

  • التواصل من خلال طرح الأسئلة والاستفسار عن وضعه وهذا قد يدفع الطرف الآخر للتحدث عن مشاعره مما يقلل خطورة أذية الذات في اللحظة الآنية
  • الانتباه لمدى خطورة الموقف والمؤشرات عليه، كالتحدث علنياً بالرغبة في الانتحار، أو اقتناء الأسلحة، أو الانعزال المبالغ به، أو وجود علامات أذية على الجسد

  • في حال محاولة الشخص للانتحار، فلا يجب أبداً تركه بمفرده ومن ثم يجب الاتصال بالطوارئ فورياً ومحاولة معرفة إذا كان تحت تأثير الكحول أو تناول جرعة مفرطة من الأدوية أو المخدرات
  • تقديم كافة الدعم النفسي والاهتمام الممكن ، وتقدير مشاعر الشخص والتعاطف معها واظهار أنك تتفهم شكواه
  • طمأنته ومساعدته في العثور على اخصائي نفسي كفوء ليبدأ معه رحلة العلاج والتغيير
  • التأكد من خلو المكان المحيط به من الأدوات القاتلة المساعدة على ايذاء النفس ، على سبيل المثال : الأسلحة النارية او الحبال او الادوية المهدئة بكميات كبيرة
  • الابتعاد كلياً عن الاستهانة والاستخفاف بالموقف ، من قبيل اخباره بأن مشاعره مبالغ بها، أو نتيجة ضعف الايمان

علاوة على النظر للنصف المملوء من الكوب”. تذكر أن مشاعر الشخص الذي يفكر في الانتحار هي حقيقية ومبررة مهما بدت سيئة وغير منطقية

  • تجنب تقديم حلول سطحية والتحدث معه بها ، كالمقارنة بين حالته وبين بعض الفئات التي تعاني من المجاعة أو السرطان

فهذا يندرج تحت عوامل التقليل من المعاناة النفسية وعدم فهمها فهما صحيحا وهو غالبا لايجدي ويؤدي لتعميق مشاعر اليأس والاحباط تجاه الآخرين

الوقايه من الانتحار

لاأحد محصن من التفكير في الانتحار أو الاقدام عليه ، كما لايمكن منع وتجنب جميع محاولات الانتحار

يساعد التخطيط السليم والعيش في حياة متوازنة قليلة الضغوط بالاضافة الى تجنب العزلة

كذلك انشاء مجموعة دعم والارتباط بها ، في تجنب الانزلاق للاكتئاب الحاد ومنع ظهور الأفكار الانتحارية

في النهاية ، إن قضية الانتحار ليست بأمر هين، فهي كارثة تحطم قلوب الأشخاص القريبين ممن انتحروا

عندما نرى أشخاص يمرون بهذه المحنة، علينا بتذكيرهم دائما أنه ليس عليهم المرور بهذه المحنة وحيدين، وأن الانتحار ليس وسيلة للتخلص من الألم، وأن التفكير به ينتج تحت تأثير الاكتئاب المرضي

كل محنة ستنتهي يوماً ما، ورغم صعوبة الحياة التي نمر بها، إلا أن ما زال يوجد الكثير من الأمور الجميلة التي تستحق الحياة لأجلها وعلينا بالسعي وراءها دائماً لإيجاد المعنى والهدف الذي يستحق العيش من أجله .


المراجع :

khottwah

altibbi

mayo clinic

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: