في مقالتنا الرئيسية هذه ، سنتحدث عن مرض الاكتئاب وكيفية التخلص منه ولكي يتمكن المرء من ذلك
لابد أن يلم بأسرار هذا المرض ويفك لغزه المعقد بالتطرق لتفاصيله وتحليلها بطريقة علمية ومنهجية
ما هو مرض الاكتئاب ؟
مرض الاكتئاب هو اضطراب نفسي وعقلي شائع ، يتميز بشعور عميق ومستمر بالحزن والألم وكذلك بالتعاسة واليأس
بمعاني أخرى هو انخفاض حاد بالمزاج يقابله ارتفاع مطرد من السلبية
يعد هذا المرض من بين أكثر الأمراض التي يساء فهمها و تفسيرها وقد تكون قاتلة ، النساء أكثر عرضة للإصابة مقارنة بالرجال
أسباب الاكتئاب
أسباب الإصابة بالاكتئاب متعددة ومعقدة ومنها المباشر وغير المباشرة و قد يصعب إدراكها ، إلا أن معرفتها وعلاج مصدرها مهم للتحسن والشفاء
كلما توفرت لدى المصاب أسباب أكثر كلما كان الاضطراب أشد ، وهي كالآتي :
خلل في توازن كيمياء الدماغ
أكتشف العلماء وجود صلة وثيقة بين اثنين من النواقل العصبية الكيميائية الطبيعية وبين استقرار المزاج وتحسنه وهذه النواقل
هي السيروتونين والدوبامين ، فنقص وجودها في الدماغ يولد الاكتئاب مما يعني أن هناك مؤثرات خارجية وداخلية تؤثر مخلة بهذا
التوازن بالزيادة أو النقصان
الوراثة
هل تساءلت يوما لماذا بعض الناس أضعف من آخرين في تحمل ومواجهة الوقائع العصيبة ؟ قد يعود الأمر جزئيا
إلى الجينات الموروثة ، بعض العائلات لها تاريخ من الإصابة بالاكتئاب بين افرادها وهناك جينات متوارثة لها قابلية
أكبر لتطوير الاكتئاب مقارنة مع جينات اخرين ، شأنها شأن الكثير من الأمراض
سوء التغذية أو التغذية غير الصحية
يؤدي الغذاء السيء أو المفتقر للعناصر الغذائية الهامة كالفيتامينات إلى قصور في أداء وظائف الجسم وينعكس ذلك في صورة اكتئاب
مع انخفاض في النشاط والمزاج
اضطرابات هرمونية
تمت ملاحظة حدوث عوارض اكتئابية ممن يعايشون مرحلة اضطرابات ومشاكل هرمونية ومنها فترة الحمل ، الدورة الشهرية علاوة على مرحلة انقطاع الطمث
مشاكل والآم جسدية
المصابين بأمراض خطيرة كالسرطان أو مزمنة كمرض السكري والضغط بالإضافة لمن يعانون من الآم جسدية مبرحة أو مزمنة
هم معرضون بشكل كبير للمرور بمشاعر اكتئابية أو اكتئاب حاد مقارنة بالأصحاء
نمط حياة غير صحي
إذا كنت وحيدا أو تعيش حياة خاملة قليلة الحركة والنشاطات بالإضافة إلى نمط حياة ليلي فهذه مسببات رئيسية
للاكتئاب ، كما أن قلة النوم والحرمان منه يجعل الإنسان فريسة سهلة للإصابة به
أحداث حياتية سلبية
يتعرض بعض الناس لمواجهة حوادث حياتية سلبية تترك أثرها النفسي عليهم وتصيبهم بالاكتئاب ومن هذه الأحداث :
التعرض للفشل ، التعرض للتنمر ، التعرض للعنف أو للاعتداء الجسدي وغيره
قلة التعرض للضوء
يشيع الاكتئاب كذلك فيمن لا يتعرضون للضوء المباشر بما يكفي ، ما يسبب خللا في افراز بعض النواقل والهرمونات ومن أمثلة هذه الحالات
هم سكان المناطق ذات فصل الصيف القصير، و كذلك العاملين في ورديات ليلية
أعراض الاكتئاب
لمرض الاكتئاب العديد من الأعراض النفسية والجسدية والتي تؤثر على تفكيره وصحته ، علاوة على نظرته للحياة وتختلف الأعراض من شخص
لآخر وبعضها مشتركة مع اضطرابات أخرى ، مما يصعب تشخيصها في البداية ومن أشهر العلامات المميزة لها هي :
- الحزن الشديد والشعور الدائم بالضيق والمعاناة ، وقد يظهر ذلك في ملامحه بالإضافة إلى مزاج اكتئابي
- البكاء من غير سبب ظاهر ، حيثما يلحظ وجود عاطفية مفرطة
- تدني في تقدير الذات واحترامه ، و إحساس بانعدام القيمة أو الجدوى
- يستصعب الأمور البسيطة مثل اختبار الملابس ، القيام بالتسوق وحتى دفع فاتورة هاتف
- فقدان أو انخفاض في الاهتمام و الشغف والرغبة في أداء الأنشطة المعتادة مسبقا أو التي يقوم بها الآخرون بشكل طبيعي
- استرجاع الذكريات السلبية القديمة بشكل متكرر ثم الشعور بالعار أو الذنب عليها
- السلبية في التفكير والتشاؤم
- تغير في الشهية ، فيزيد أو ينقص
- تغير في النوم أو اضطرابه ، فيزيد أو ينقص
- العصبية الزائدة والانفعال السريع
مخاطر ومضاعفات مرض الاكتئاب
هناك العديد من المخاطر والتهديدات الجدية التي ترافق المعاناة الطويلة من الاكتئاب أو عدم علاجه وهي ما يلي :
1- الانتحار ، يؤدي الاكتئاب المتدهور والشديد في نهاية المطاف إلى الإقدام على الانتحار أو محاولته ، ومن الضروري
ملاحظة وإدراك علامات التفكير في الانتحار لدى الشخص المكتئب يعد هذا المرض وراء أغلب الوفيات الناجمة عن قتل الذات
2- يزيد من فرص تطور وظهور اضطرابات نفسية أخرى كالفصام والقلق ، مما يجعل الحالة الصحية للمريض أكثر سوءا
3- يزيد من قابلة الإدمان وتطوره ، مثل المخدرات أو الكحول ، ويمكن أن ينتج سلوك إدماني وذلك كوسيلة للتعامل مع مشاعر الاكتئاب الحادة
4- يفاقم الاكتئاب من احتمالية التعرض لبعض المشاكل الجسدية المرتبطة بالصحة العامة ، فهو يؤدي إلى إضعاف المناعة والأرق
كذلك يساعد على الإصابة بأمراض القلب ، السرطان علاوة على الخرف ( الزهايمر )
5- تدني جودة الحياة ، فهو يؤثر على مختلف شؤون الحياة ويخفض مستوى الرضا ويضعف الثقة والتقدير الذاتي ، بينما يعمل تراجع الأداء الشخصي
كقلة التركيز وكثرة النسيان إلى الحد من الإنتاجية وخسارة فرص وظيفية أو اجتماعية ، علاوة على خسارة الكثير من الدعم وذلك
ما يضاعف أثر حلقة الاكتئاب المفرغة والعلاقة الطردية ما بين تدهور الاكتئاب وسوء الأحوال الشخصية
علاج الاكتئاب
من الممكن علاج الاكتئاب وحتى الشفاء منه نهائيا ، يعتمد علاج الاكتئاب على المسببات المحدثة ويكون العلاج أكثر فعالية
عند دمج العلاج النفسي مع الدوائي ناقش مع الطبيب خيارات العلاج إن كنت تشكو من الاكتئاب ، الطبيب النفسي والأخصائي النفسي
هما الجهتان اللتان يمكنهما فهم وتشخيص ، كذلك علاج المشاكل النفسية والعقلية
تشمل علاجات الاكتئاب الحالية ما يلي :
العلاج الدوائي
تعطى الأدوية المضادة للاكتئاب للعلاج من الاكتئاب وهي تصرف بوصفة طبية تأخذ هذه الأدوية أسبوعين ليظهر فعاليتها ولملاحظة تحسن ملموس
من المهم أخذ هذا الأمر بالاعتبار فإذا كانت حالة المريض النفسية حرجة ، فيجب مناقشة الطبيب لاتخاذ اجراءات إضافية إن تطلب ذلك
العلاج الدوائي ضروري ولا غنى عنه وخاصة في حالات الاكتئاب المتوسطة والشديدة
العلاج النفسي
غالبا ما يتكفل بالعلاج النفسي مختص مستقل يسمى ب ” الأخصائي النفسي ” ، كذلك ” الأخصائي النفسي الاجتماعي ويعطى
للمستفيد على طريقة عقد جلسات مناقشة ثنائية مع المعالج وقد تشمل :
- العلاج السلوكي المعرفي
- العلاج التوكيدي
- مهارة ادارة الضغوطات والأزمات
تغيير نمط الحياة
يساعد تغيير نمط الحياة على تحسين وتخفيف مشاعر الكآبة ، ينطوي ذلك على كثير من الأمور تختلف من حياة شخص إلى آخر وقد تشمل :
- تناول الطعام الصحي
- تجنب الضغوطات قدر الامكان
- ممارسة الرياضة والهوايات
- الاندماج الاجتماعي الإيجابي
أنواع الاكتئاب
للاكتئاب عدة أنواع تبعا لخصائصها وهي :
- الاكتئاب الكبير أو الحاد Major
- الاكتئاب المزمن chronic
- الاكتئاب المصاحب للأمراض او الاضطرابات الصحية الأخرى
- الاكتئاب الثنائي القطب Pibolar
- الاكتئاب الذهاني
- الاكتئاب الموسمي العاطفي
- الاكتئاب الغير نمطي
الوقاية من الاكتئاب
الفرق بين الحزن والاكتئاب
لا يوجد لدى الشعور بالحزن ما يستدعي القلق ، فهو شعور طبيعي وعابر يمر على كل كائن حي غالبا ما يرتبط بمواقف
مؤلمة أو حالات غير مرغوب فيها ، تتناوب مشاعر الفرحة والحزن لدى الإنسان بينما في الاكتئاب تكون المعاناة طويلة و عند التشخيص الطبي
للاكتئاب ، فإن وجود أعراض الاكتئاب واستمرارها لأكثر من أسبوعين يعد دليلا قويا على الإصابة به
أسئلة شائعة عن الاكتئاب
آخر مستجدات الاكتئاب
ظهرت في الآونة الأخيرة طريقة علاج غير جراحية ولا دوائية وهي التحفيز المغناطيسي للدماغ